المجمعة من عصر الكتاتيب إلى زمن الجامعات

[size=12]المجمعة) من عصر الكتاتيب إلى زمن الجامعات مسافة بين الأحلام وتحقيق الآمال
ناصر إبراهيم اليوسف

[/size]

لا شك أن قرار مجلس الوزراء بإنشاء جامعة في مدينة المجمعة بتوجيه كريم من قائد التعليم وربان سفينة التجديد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - خبر يسعد وقرار يفرح يستحق التوقف عنده والتأمل فيه، حيث يعتبر نقلة كبيرة لمحافظة المجمعة التي تشهد تطورا كبيرا في جميع المجالات.

فالتعليم في محافظة المجمعة قديم قدم نشأتها حيث شهد التعليم مراحل مختلفة من التطور عبر التاريخ حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم من وجود هذا الكم الهائل من المدارس للبنين والبنات المجهزة بأحدث التجهيزات، إضافة للنقلة الكبيرة التي حدثت مؤخرا في التعليم المتمثلة في افتتاح عدد من الكليات الجامعية ذات الإمكانات والتجهيزات الكبيرة التي توجت بقرار ضم هذه الكليات لتصبح جامعة التي ستسهم بحول الله في دفع عجلة التعليم في المجمعة بشكل واسع، وسيتضح أثرها على جميع مناحي الحياة في محافظة المجمعة.

حيث يعيدنا قرار افتتاح جامعة في المجمعة إلى بداية التعليم في هذه المدينة، عندما قام عدد من العلماء والمربين الأفاضل بافتتاح عدد من المدارس (الكتاتيب) في المجمعة سميت بأسمائهم، ولعبت هذه المدارس دورا كبيرا في تعليم أبناء المحافظة، فقد اشتهرت مدينة المجمعة بالعلم وعرف شبابها بحب التعلم، وارتبط مجتمعها المحافظ بالتعليم، حتى أصبحت المجمعة في فترات كثيرة منارة للعلم ومنبرا للثقافة والأدب يقصدها طالب العلم والباحث عن فرص المعرفة. فتخرج من المجمعة علماء أفاضل وقضاة ومربون وأطباء وأدباء وضباط، تولوا مناصب قيادية وشاركوا في صنع القرارات والتأثير في المجتمع فخدموا وطنهم في عدد من المجالات.

ومن تلك الكتاتيب التي أسست قاعدة التعليم في المجمعة مدرسة الشيخ أحمد بن صالح الصانع كنموذج ما زال قائما لعمل سبق زمانه ولرجل تجاوز أقرانه على الرغم من صعوبة تلك المرحلة، ولكنه تغلب عليها بقوة الإرادة والطموح حيث بقيت هذه المدرسة قائمة تحكي سيرة مرب فاضل، فهل كان يخطر على بال ذلك المفكر النير - رحمه الله - وهو ينشئ مدرسته تلك قبل ما يزيد على تسعين عاما، أو تأخذه الآمال والأحلام هو ومن سبقه أو أتى بعده في تأسيس المدارس (الكتاتيب) أنهم أسسوا قاعدة للعلم سوف تكون أساسا لكليات علمية وصروح جامعية ومنشآت حضارية ومعامل بمواصفات عالمية وتجهيزات بهذه الضخامة تكلف الملايين ويسخر لها العشرات من العاملين، وهل كان أحد طلاب الشيخ الصانع في ذلك الوقت يجرؤ أن يتحدث عن علوم تتجاوز معرفة أحرف الهجاء وآيات من كتاب الله وهل تفتق ذهن أحد أولئك الطلاب على خيال أقرب للحلم ان هناك تجهيزات أكثر تطورا من لوح يكتب عليه وحصير يجلس عليه وقطعة من جص أو فحم يكتب بها وأدوات مدرسية من جريد النخل، أو حدثته نفسه ان هناك مبنى اكثر اتساعا من مدرسة الشيخ أحمد الصانع سوف يقصدها طالبو العلم في المجمعة. وهل ذكر الشيخ أحمد الصانع لطلابه ان من بينهم أو من أبنائهم من سيحمل شهادة الدكتوراه في علوم مختلفة تحصل عليها من جامعات عالمية سيقود سفينة العلم في جامعة في مدينة المجمعة يتبعها أكثر من 12 كلية وما يزيد على 35 قسما في مختلف العلوم والمعارف والتخصصات يدرس بها مئات الطلاب والطالبات. لقد (كان كل ذلك مثل الحلم) والرجال لا يكتفون بالحلم، فكانت أولى خطوات تحقيق تلك الأحلام افتتاح أول مدرسة نظامية عرفت باسم المدرسة السعودية بالمجمعة وذلك بأمر الملك الموحد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - في عام 1356هـ. حيث كانت الآمال مختلفة والطموحات قد كبرت والنظرة للتعليم أخذت آفاقا أبعد وبدأت الإمكانات تتوافر بشكل أفضل والتخطيط بدأ يضع أقدامه واللحاق بركب الحضارة أصبح هدفا، ثم توالى افتتاح المدارس لتشمل بقية مدن وقرى محافظة المجمعة. لتبقى المسافة الزمنية الفاصلة بين مدرسة الشيخ أحمد الصانع وقرار افتتاح جامعة في مدينة المجمعة مرورا بقرار افتتاح أول مدرسة نظامية هي مسافة من الطموحات والآمال والتحدي مع تسارع الخطى التي سابقت الزمن وقلصت المسافات وقاومت الظروف بقوة الإرادة والرغبة في التقدم والرقي. المسافة بين مدرسة الشيخ حمد الصانع وافتتاح جامعة المجمعة لاشك أنها ليست بأطول من تلك المسافات التي كان يقطعها آلاف الشاب من أبناء المجمعة لمدن أخرى بحثا عن فرص تعليمية غير متوافرة في المجمعة وذلك في كليات جامعية ومعاهد عالية وجامعات متقدمة، أما اليوم فقد عادت المجمعة منارة للتعليم ومقصدا لطالب العلم فأحلام الأوائل وطموحات السابقين وآمال الأجداد ها هو واقع ماثل أمامنا من خلال صرح تعليمي كبير يحتاج إلى كوادر وطنية مخلصة تديره وتسعى للارتقاء به بين الجامعات السعودية ليكون منارة علمية متميزة في جميع العلوم ومركزاً قياديا يهدف لرفع مستوى العاملين في جميع القطاعات وتخريج كوادر وطنية ذات كفاءة مهنية عالية وتقديم برامج أكاديمية تخصصية ذات مستوى عال، لتتخذ هذه الجامعة دورا رياديا في تثقيف وخدمة المجتمع عن طريق المحاضرات والندوات وأسابيع التوجيه والإرشاد وحملات التوعية بهدف الرقي بالثقافة العامة والوعي لجميع فئات المجتمع في جميع المجالات. وكذلك القيام ببحوث علمية تخدم الوطن مع الارتباط بجهات البحث العلمي المحلية والعالمية للاطلاع والمشاركة في المجالات المهنية والإنسانية والمساهمة في حل قضايا المجتمع وإنشاء برامج دراسات عليا لرفع مستوى الخريجين.

فهنيئاً لأبناء محافظة المجمعة هذه الجامعة التي لن تكون مكانا لتلقي العلم فقط بل ستصبح - بإذن الله - وبسواعد الشباب وعقول الرجال مركز إشعاع ثقافي وعلمي وبحثي وخدمة المجتمع، تملك رؤية واسعة ورسالة واضحة وأهدافا محددة تسعى لتحقيقها.

فشكراً لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ولسمو ولي عهده الأمين ولوجه السعد على محافظة المجمعة سمو محافظها المحبوب، والشكر موصول لمعالي وزير التعليم العالي والعاملين معه على العمل الجبار الذي يقومون به من خطط ودراسات تطويرية وشكراً وطن العطاء وطن الحب.

المجمعة - مدير العلاقات العامة بكلية العلوم الطبية التطبيقية بالمجمعة

شكرن على الطرح الجميل

شكراً على الموضوع المتميز

شكرا على المجهود المبذول

شكراً لمروركم

شكراعلى الصور منور بدون4

» شكراً أهل المجمعة
» منتدي الجامعات العربية البريطانية