إلى جنات الخلد"أحمد العوله"

إلى جنة الخلد ..أبا محمد..!

وقد يزيد من قصر اللحظات الجميلة في حياتنا ترقبنا للحظات الوداع بخوف منها ورجاء أن لا تكون قريبة
نودّها أبعد من تخيّلنا لبعدها..!
ولكن لابد من أن نصحو يوما على حقيقة الوداع التي هي من حقيقة الدنيا التي نعيشها.
صديقي الغالي الراحل ..
ودعتك و قد لا أقوى على الوداع..!
فكل كلمة رسمتها أمامي باتت كلماتي التي أرددها دون أن أشعر بأنها ليست كلماتي أنا..!
ضاعت كلماتي بين الحدث والحديث عن فقيدنا المرحوم بأذن الله
أحمد حسن العوله
) أبومحمد(
لقد فقدت أخاً حبيباً وعزيزاً على النفس لطالما ضحكنا سوياً , ولطالما أخذت منا النقاشات الشئ الكثير .دارت بنا الدنيا وكُتب لك الرحيل وأن تترك لنا الحزن والألم ..أعلم طيبة قلبك التي ملكت بها الجميع ,وماتلك الحشود الهائلة لتشييع جنازتك إلا الدليل !! لقد زاملتك ووجدتك معلماً ومربياً وأخاً حبيباً ,فكم آثرت على نفسك الكثير! لقد رحلت وتركت لذاكرتنا ..الطيبة والخلق الحسن وعلمتنا دروساً في الصبر على البلاء فالبرغم مما تجده من آلام إلا أنك كنت صابراً محتسباً تحمد الله كثيراً ,لم أسمع منك تضجراً وتحسراً ! إلى آخر لحظات حياتك..! كنت تمازحني عند اتصالي بك !! وتعدنا بالزيارة ! ولكن لم يدم ذلك طويلاً ولم يمهلك المرض! ورحلت تحمل سجلاً مطرزاً بالذهب..!آه على فراقك فلحظاتي هذه مليئة بالدموع والحرقة والأسى ولكن ..قضائك ياربي وقدرك ! لن أنس وقفاتك معي في مرض ابني !؟
سأرثيك لعل الرثاء يخفف ناري وحرقتي
ليس هناك أشد إيلاماً على النفس من أن تتلقى نبأ وفاة صديق عزيز عليك
خاصة إذا كنت قد عاشرت هذا الأخ والحبيب والصديق وبقي وفياً صادقاً لهذه الصداقة الحميمة!
إلى آخر لحظة من حياته.صحيح أن الموت هو نهاية رحلتنا في الحياة ولا بد أنه ملاقينا يوماً ما إن عاجلاً أم آجلاً
ولكن في جميع الأحوال فالموت يتسلل إلينا خلسة ويختطف منا أعزاءنا واحداً بعد الآخر ودون أي إنذار.
فلا يفجع الروح ويفطر الفؤاد ويحرق النفس مثل أن تفقد عزيز إنه أكثر الأحزان والآلام
توغلا في القلب والروح وحتى البدن وذلك أن طعم مرارته يغص به الفاقد ليل نهار ولا يستطيع التعايش معه
أو استيعابه وأكثر مرارات الفقد تجليا وفداحة هو الموت نهاية النهايات وغاية الغايات وهادم اللذات!
ذلك أن الغربة والهجران والبعد عن الوطن والأهل وقسوة الحياة هي فقد بغيض ومرير
لكنه ليس قوي وصريح وحاسما مثل الموت الذي يحضر مقتحما فينهي كل شيء وأي شئ
فأوجاع الافتقاد الأخرى تداوى وتعود بالوله والولع والوجد والشوق والمناجاة
وحتى الدمع غير أنه لا أمل في الرجوع حين الاصطدام بحقيقة الموت
هذا الفقد النهائي يأخذ منا الأحباب و يبعد عنا الأهل والأصحاب
دون إنذارا ولا يسبقه عتاب.
هذه الكلمات طرت في لحظة شوق واشتياق للمحب (أبومحمد (
ولن أعترض بها عن حكم وقضاء ربي فالنفس ضعيفة والموت قوي
وتعلق النفس بشيء أخذه القوي أمر صعب و غاية لا بصيص أمل لتحقيقها.
" ياقبر أعز إنسان غالي رقد فيك"
رحمك الله يا أبامحمد وكفّر عنك سيئاتك وزاد في إحسانك
وتجاوز عن سيئاتك وغسلك بالماء والثلج والبرد ونقاك وطهرك من الذنوب
كما يطهر الثوب الأبيض من الدنس وغفر الله لنا ولوالدينا
و لمن دعا لك ولسائر أموات المسلمين..وأعزي لفقدك الزميل و الأخ الحبيب ابنك محمد وإخوته وإخوانك ..!
وهنا رسالة أحد أبنائك (الطالب /محمد القضيبي) الذي ملكتهم بحبك فحزن لفراقك الكثير .. سطرها أمام زملائه في المدرسة التي أحببتها و أحبتك (المدرسة السعودية)بحرقة ودمعة وألم أبكت الكثير فرحمك الله رحمة واسعة وهذه كلمته في رحيلك ..فإلى جنات الخلد أبامحمد..!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في محكم بيانه (( كل نفس ذائقه الموت ))... والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين و بعد...
بالأمس القريب فُجِعت المجمعة عامه ومنسوبي التعليم فيها خاصة بوفاة ابن من أبنائها قضى عمره بين مدارسها معلماً ثم مديراً .هزت وفاته الجميع من يعرفه ومن لا يعرفه فكيف بي وإخواني طلبة المدرسة السعودية
إنه مديرنا السابق الأستاذ/ أحمد حسن العوله
أدار مدرستنا فكان نعم المربي الوقور والأب الغيور على أبنائه فغفر الله له .. تأثرتُ كثيراً وأنا أصلي عليه وأرى الجموع الغفيرة تصلي عليه .. فذكر لي والدي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم عن ابن عباس قال سمعت رسول الله يقول ((ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه )) وحديث أنس رضي الله عنه قال : مَرُّوا بجنازة فأثنوا عليها خيراً فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت ثم مَروا بأخرى فأثنوا عليها شراً فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت فقال عمر ما وجبت ؟! قال (( هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار .أنتم شهداء الله في الأرض )) متفق عليه. فهنيئاً لك يا والدنا بهذه البشارة .. أسأل الله أن يرزقك شفاعة الجمع الغفير ممن صلى عليك بالأمس ...كما اسأله أن تكون ممن أثنى عليه من صلى عليه أو عرفه فأوجب الله له الجنة .. اللهم اغفر له وارحمه وثبته واعف عنه واجعل ما أصابه رفعه لدرجاته مع الشهداء والصابرين واجمعنا به في الجنة ياذا الجلال والإكرام .. وأوصيكم أخواني بالدعاء له والسير في الدرب الصالحين لنفوز بالجنة و ننجو من النار .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد ..

إنالله وإنا إليه راجعون

الله المستعان , كلما تذكرتك يا أبا محمد أتمالك نفسي لطالما غرغرت عيناي بالدموع لذكراك ,تعلمت منك الكثير الكثير ,القلب يحمل غصه والعين تدمع حرقه ,أسأل الله أن يجمعنا وإياك في الفردوس

الأعلى من الجنة

شكراً لم

شكراً لك ولمشاعرك الصادق ..أبوزيدان