مرض السّكري والساعة البيولوجية

مرض السّكري والساعة البيولوجية

إن مرض السكر يوقع الفوضي في الكيفية التي يتداول بها الجسم سكر الدم -(الجلوكوز)- المصدر الرئيسي للطاقة. هذا والإيقاعات البيولوجية "تنظم" ولضبط وتُعدّل كل خطوة في هذه العملية ، والمعروف أن البنكرياس يُفرز الأنسولين استجابة للطعام المأكول ولكن مقدار الأنسولين الذي يُفرز يتغيّر ويختلف ويتفاوت بتوقيت-"داخلي"- يومي فأعلى معدلات تكون حوالي السادسة صباحاً- أما أكثرها انخفاضاً فتكون حوالي السادسة مساءً، كذلك فإن البنكرياس يُطلق الأنسولين صباحاً بمعدل أسرع 50% ( أعنى من ناحية سرعة الاطلاق/ والإفراز) ، وهذا يعني أنه حتى لو أكلت نفس الأطعمة في أوقات مختلفة في اليوم فإن مقدار الأنسولين الذي تفرزه " يتفاوت ويتغيّر" ولنضرب مثالاً إذا كنت بصحة طيبة ولا تشكو المرض وأكلت قالب " شوكولاتة" ( زِنة 75 غرام) في الصباح فإن معدل تركيز سكر الدم عندك يعود – إلى "قوامه" العادي في خلال حوالي 90 دقيقة. بينما لو تم هذا بعد الظهر فإن "عودة" سكر الدم لقوامه العادي تستغرق ساعتين وربما أطول. وعموماً فإنه في الأشخاص الذين تجاوزوا الخامسة والخمسين فإن "اختلافات" أوقات اليوم تغدو واضحة وبشكل صارم ومفرط كذلك فإن الخلايا أيضاً تتفاوت وتختلف في الكفاءة والفعالية التي "تتداول" بها سكر الدم وذلك في أوقات اليوم المختلفة.
ففي إحدى الدراسات أعطى الباحثون نفس المقدار من الأنسولين لمتطوعين خاضعين للتجربة وذلك في وقتين مختلفين: 8 صباحاً أو 5 مساءً فوجدوا أن بإعطاء "حقنة" أنسولين الصباح ينقص أو ينخفض الجلوكوز ( سكر الدم) بنسبة 40% عما يتم مع مثيلتها وبنفس المقدار في الخامسة مساءً. وهذه النتائج تعطي – أيضاً- انطباعاً هاماً وهو: لماذا كان صعباً علاج مرض السّكر؟.
إن الناس تختلف – من يوم إلى يوم في ماذا تأكل ومتى وكم المقدار_ أيضاً مدى نشاطها ولياقتها- ومقدار الشدّ العصبي والضغوط النفسية التي يُقاسون منها وكل ما ذكر يُبدّل ويُغيّر ويُعدّل مِن حاجة الجسم لسكر الدم. ومع ذلك فهو شيء مخادع ومراوغ إعطاء الأنسولين بطريقة تحاكي ما يفعله الجسم عادة وبالشكل المألوف تلقائياً بغية الحصول على أداء بنفس الإحكام والدقة . إن الأنسولين القليل جداً يجعل معدلات سكر الدم ترتفع عالياً جداً – ( فرط سكر الدم أو Hyperglycemia)- بأعراض منها التبول المتزايد والمتكرر والعطش بينما الأنسولين الكثير يجعل سكر الدم " ينخفض" جداً- ( نقص أو تدنى سكر الدم) يُصاحبه أعراض منها التعرّق الشديد- الدوار- الضَعْف و "الاغماء".
اعتبارات هامة في التعامل مع المرض: إذا كان الشخص يعاني من السكر فعليه أن يُعوّد نفسّه " الانتظام والتعود" الوقتي والزمني – كُل / وتدرب ونَم في نفس"الأوقات تقريباً كل يوم. وكُلْ – تقريباً- نفس "المقدار"و"الكمية" – ( وليس بالضرورة نفس الصنف أو النوع)- من الطعام كل يوم وتجنب حذف وتجاوز وتخطّي ( تناول) بعض الوجبات مثلما يفعل البعض بالخطأ ( فلا يفطر مثلاً) كذلك تجنب أيضاً أكل وجبات كبيرة ولا صغيرة جداً لأن هذا يتسبب بتذبذب وعدم "ثبات" سكر الدم وإذا أردت التدرب والقيام بالتمرينات البدنية فكُلْ "وجبة صغيرة" قبلها بنصف ساعة.
2- احتفظ بأجندة يومية وسجّل فيها معدلات سكر الدم وسيُخبرك طبيبك أو من يتولى "قياس معدلات السكر" متى وكيف تقوم بذلك.
3- إذا كنت تعمل في أوقات غير منتظمة أو" نوبات عمل" غير ثابتة أو منتظمة فقُم "بالتنسيق" مع طبيبك لاستنباط أو ابتكار جدول أو برنامج بمواعيد تناول الوجبات والدواء ويكون – أي هذا البرنامج- قابلاً للتغيير " والمناوبة".والتأقلم مع تغيّر "نوبات" العمل وإذا كان الشخص يلتزم بتعاطي الأنسولين فيجب أن يعمل أيضاً على تجنب الاضطرار للاستيقاظ من النوم لكي يحقن نفسه بالأنسولين ، كذلك ركّزعلى أطعمة مثل البقوليات والحبوب الكامله والفواكه والخضروات- إذا كنت تستمتع بتناولها- لتأكلها في معظم الوجبات بدلاً من اعتبار هذا الصنف – مثلاً- من الطعام خاص بالافطار فقط أو ذاك خاص بالعشاء فقط ولكي يتسنى لك ذهنياً كَم أكبر من الاختيارات فقُم بتغيير مُسمّى الوجبات إلى "الوجبة الأولى" و "الوجبة الثانية" وهَلُم جرا. كذلك قُم بتقسيم وجبات اليوم إلى وجبات صغيرة متعددة 4 أو 5 بدلاً من وجبتين كبيرتين مثلاً.
إذا كنت تتعاطى الأنسولين:
فكُن منتبهاً "للأنماط" الوقتية في ردود الفعل للأنسولين ، وكذلك "تقديرات" سكر الدم غير المنتظمة فكلها ربما كانت "أساليب" خاصة بإيقاعاتك الداخلية "الخصوصية" إنها تطلب أو تتطلب "ضبط" وتحرّي المقادير المناسبة والملائمة لك.
وبالنسبة للمرأة: عليها أن تراقب وتتحرى بعناية ضبط معدلات سكر الدم في الأسبوع السابق على الدورة الشهرية، وكذا أثناء حدوثها. وإذا كانت معدلات السكر تتغير أو تتبدل – على نحو غير ثابت- أثناء الدورة الشهرية فعليها إخبار طبيبتها بذلك ولتكن مستشعرة لعملية اشتهاء أطعمة بعينها أثناء الدورة كذلك عليها أن تتجنب " أكل-أو"استهلاك"- الحلوي الكثيرة والأطعمة الغنية بالكربوهيدرات.
وجوب قياس ضغط الدم –بانتظام- من ساعة لأخرى على مدار اليوم:
إنّ مَرضَى السكر يرتفع ضغطهم ليلاً وهذا معناه أنه لا يتم تعقّب ذلك- في زياراتهم النهارية للطبيب.

مشكورررررر

مشكوراخوي على الطرح الجميل

شكرا

مرض السكري من الأمراض المنتشرة في هذا العصر , يجب على

الانسان عدم الإسراف في الأكل ( التوازن الغذائي )

دائما متميز أبا منصور من خلال المواضيع المميزة وفقك الله إلى

الخير والصلاح وبر الوالدين عفو