في هدوء الليل وعتمته
الدامسة
وقطرات السماء روت الارض بتساقط دموعها
نزلت بكثافه وما زالت تنزل
والرعد بصوته والبرق يلمع امامي
غضبت الاشجار بهبات الرياح
فهاجت وتمايلت
واصوات الاطفال الذين في حضون
امهاتهم
فلقد علا بكائهم بسبب خوفهم من تلك الاصوات
تمعنت النظر من نافذت غرفتي
راودني ان اسال السماء سبب بكائها المرير
ولقد فاق بكائها بكاء البشر
وصوت الانين والنحيب الذي
بداخلها
ظننت انه في داخلي
حتى تسارعت دقات قلبي
فاذا بعيناي تنهمر الدموع بحراره كحرارة المدفأه التي بجواري
كنت اجلس جوار نافذتي
انتظر؟
لا اعرف ماذا انتظر
انتظر شيئ اراه بعيدا
لا ادري هل هو انسان ام هو
شعور او صديق او مستقبل
اكتفي بالانتظار لكن لم اعرف بعد
ماذا انتظر
امام نافذتي
دبت بقلبي الشجاعه في تلك الليله
رفعت راسي الى السماء وسالت عن بكائها
مرة بغزاره وكثافه وتاره يكون ظئيل وقليلا
نستطيع رؤيته
اعرف انها لن تستطيع
اجابتي؟؟؟؟
ولكنني احسست بها واحسست ان هناك
جرح والم يمتلكها
فتجعل من بكائها صديق يخفف عن
الامها
عرفت انها وحيده وكما اني وحيد
لا احد يدري بحرقتها
والغصة التي اقفلت
عليها...
واخيرا عرفت حقيقة تلك
الاصوات
انها اصوات السماء بل شك
فهذا موسم غضبها وألمها
فهي تنتظر هذا الموسم بشوق لتذرف
عواصف الالم الذي بداخلها ودموعها
ربما ارتعبت
الاشجار والصخور والرمال من غضبها
فعذرنا صيحاتها
لاننا اغتسلنا وارتوينا من دموعها وبكينا بكائها
فلم تعد وحيده لاننا بكينا معها والارض شاركت بالبكاء
ومن اجلك بكيت والاطفال ايعزو بالبكاء
فلماذا تصرخين فانا من يجب عليه التالم والصراخ
لاني لم اجد احد يبكي من اجلي
لقد حان وقت هدوئك الا وهو الموسم الذي
يلي موسم الشتاء
لقد كان هذا اليوم هادئا
فلقد اشرقت شمسك مع بعض هبات
الهواء
لما
ستعودين الى
بكائك
واتمنى ان تتذكريني باحدى تلك
اللحظات
فأتمنى ان يكون هناك بعض قطرات من
دموعك التي ستسقط من اجلي